منتدى احد الاسلامي
السلام عليكم نرحب بكم في منتدى احد الاسلامي و يسعدنا دعوتكم للتسجيل معنا
المنتدى يهتم بكل ما يخص الدين الاسلامي الحنيف
منتدى احد الاسلامي
السلام عليكم نرحب بكم في منتدى احد الاسلامي و يسعدنا دعوتكم للتسجيل معنا
المنتدى يهتم بكل ما يخص الدين الاسلامي الحنيف
منتدى احد الاسلامي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى احد الاسلامي

منتدى اتباع السلف الصالح في تونس
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 تَخْرِيجُ الرِّوَايَاتِ الوَارِدَةِ فِي قَتْلِ مَرْحَبِ بْنِ الحَارِثِ اليَهُودِيِّ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 183
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 23/09/2012

تَخْرِيجُ الرِّوَايَاتِ الوَارِدَةِ فِي قَتْلِ مَرْحَبِ بْنِ الحَارِثِ اليَهُودِيِّ Empty
مُساهمةموضوع: تَخْرِيجُ الرِّوَايَاتِ الوَارِدَةِ فِي قَتْلِ مَرْحَبِ بْنِ الحَارِثِ اليَهُودِيِّ   تَخْرِيجُ الرِّوَايَاتِ الوَارِدَةِ فِي قَتْلِ مَرْحَبِ بْنِ الحَارِثِ اليَهُودِيِّ I_icon_minitimeالثلاثاء 25 سبتمبر 2012 - 23:29

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ، وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى سَيِّدِ المُرْسَلِينَ ، وَبَعْدُ :
فَقَدِ اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ فِي قَاتِلِ مَرْحَبِ بْنِ الحَارِثِ اليَهُودِيِّ ؛ هَلْ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، أَمْ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا _ ؟ :
فَأَخْرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ فِي " السِّيرَةِ " _ كَمَا فِي " سِيرَةِ ابْنِ هِشَامٍ " (4/304) ، وَمِنْ طَرِيقِهِ : أَحْمَدَ فِي " المُسْنَدِ " (23/338 _ رقم :15134) وَاللَّفْظُ لَهُ ، وَالحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ فِي " مُسْنَدِهِ " (2/705 _ رقم :694 ، بُغْيَـةُ البَاحِثِ) ، وَالطَّبَرِيُّ فِي " تَارِيخِهِ " (2/135 _ 136) ، وَأَبُو يَعْلَـى فِي " المُسْنَـدِ " (3/385 _ رقم :1861) ، وَالحَاكِـمُ فِي " المُسْتَدْرَكِ " (3/494 _ رقم :5843) ، وَالبَيْهَقِـيُّ فِي " دَلاَئِلِ النُّبُـوَّةِ " (4/215) ، و " السُّنَنِ الكُبْرَى " (9/82 _ رقم : 17887) و (9/131 _ رقم :18125) ، وَابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (55/267 و 268) _ قَالَ : فَحَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَهْلٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ ؛ قَالَ : خَرَجَ مَرْحَبٌ اليَهُودِيُّ مِنْ حِصْنِهِمْ قَدْ جَمَعَ سِلاَحَهُ يَرْتَجِزُ :
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلاَحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
أَطْعَنُ أَحْيَاناً وَحِيناً أَضْرِبُ إِذَا اللُّيُوثُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ
كَانَ حِمَايَ لَحِمىً لاَ يُقْرَبُ
وَهُوَ يَقُولُ : مَنْ مُبَارِزٌ ؟ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " مَنْ لِهَذَا ؟ " ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : أَنَا لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَأَنَا _ وَاللَّهِ _ المَوْتُورُ الثَّائِرُ ، قَتَلُوا أَخِي بِالأَمْسِ ، فَقَالَ : " فَقُمْ إِلَيْهِ ، اللَّهُمَّ أَعِنْهُ عَلَيْهِ " ، قَالَ : فَلَمَّا دَنَا أَحَدُهُمَا مِنْ صَاحِبِهِ دَخَلَتْ بَيْنَهُمَا شَجَرَةٌ عُمْرِيَّةٌ مِنْ شَجَرِ العُشَرِ ، فَجَعَلَ أَحَدُهُمَا يَلُوذُ بِهَا مِنْ صَاحِبِهِ ، كُلَّمَا لاَذَ بِهَا مِنْهُ اقْتَطَعَ بِسَيْفِهِ مَا دُونَهِ مِنْهَا ، حَتَّى بَرَزَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِصَاحِبِهِ ، وَصَارَتْ بَيْنَهُمَا كَالرَّجُلِ القَائِمِ مَا فِيهَا فَنَنٌ ، ثُمَّ حَمَلَ مَرْحَبٌ عَلَى مُحَمَّدٍ فَضَرَبَهُ ، فَاتَّقَى بِالدَّرَقَةِ ، فَوَقَعَ سَيْفُهُ فِيهَا ، فَعَضَّتْ بِهِ فَأَمْسَكَتْهُ ، وَضَرَبَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ حَتَّى قَتَلَهُ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ حَسَنٌ _ كَمَا قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " الفَتْحِ " (7/478) _ ؛ لأَجْلِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، فَهُوَ صَدُوقٌ .
وَتَابَعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سَهْلٍ عَلَيْهِ الفَضْلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ، أَخْرَجَ مُتَابَعَتَهُ : البَيْهَقِيُّ فِي " دَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ " (4/216) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الوَاقِدِيِّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الفَضْلِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ رَافِعِ بْنِ خَدِيجٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرٍ .
وَهَذِهِ مُتَابَعَةٌ ضَعِيفَةٌ جِـدّاً ؛ فَالوَاقِدِيُّ مَتْرُوكٌ ، وَشَيْخُهُ مُحَمَّدُ بْنُ الفَضْلِ وَأَبُوهُ مَجْهُولاَنِ ، فَقَدْ تَرْجَمَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ لِمُحَمَّدِ بْنِ الفَضْلِ فِي " الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ " (8/58) وَذَكَرَ أَنَّهُ يُكْنَى أَبَا عَبْـدِ اللَّهِ ، وَرَوَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ قَالَ : " مَاتَ زَمَنَ أَبِي جَعْفَرٍ ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ " ، وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ جَرْحاً أَوْ تَعْدِيلاً " .
وَوَقَفْتُ عَلَى شَاهِدَيْنِ لَحِدِيثِ جَابِرٍ : أَخْرَجَهُمَا البَيْهَقِيُّ فِي " دَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ " (4/216) مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الوَاقِدِيِّ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ سَلاَمَةَ ؛ وَمُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ ، عَنْ أَبِيـهِ ، عَنْ مُجَمِّعِ بْنِ جَارِيَةَ [ جَاءَ فِي الأَصْلِ : حَارِثَةَ ، وَالصَّوَابُ مَا أَثْبَتْنَاهُ ] قَالُوا جَمِيعاً : أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ قَتَلَ مَرْحَباً .
أَقُولُ : هَذَانِ الإِسْنَادَانِ ضَعِيفَانِ جِدّاً ؛ لأَنَّهُمَا مِنْ طَرِيقِ الوَاقِدِيِّ ، وَهُوَ مَتْرُوكٌ كَمَا ذَكَرْنَا آنِفاً ، وَفِي الإِسْنَادِ الأَوَّلِ _ أَيْضاً _ زَكَرِيَّا بْنُ زَيْدٍ وَهُوَ : المَدِينِيُّ ، وَهُوَ مَجْهُولٌ كِمَا قَالَ أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ هُوَ : مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَحْمَدَ ، لَمْ أَرَ مَنْ وَثَّقَهُ غَيْرَ ابْنِ حِبَّانَ ، وَيَعْقُوبُ _ فِي الإِسْنَادِ الثَّانِي _ هُوَ : ابْنُ مُجَمِّعِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ الأَنْصَارِيُّ ، ذَكَرَهُ البُخَارِيُّ فِي " التَّارِيخِ الكَبِيرِ " (8/394) ، وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي " الجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ " (9/215) وَلَمْ يَذْكُرَا فِيهِ جَرْحاً وَلاَ تَعْدِيلاً ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ " (7/642) ؛ وَذَلِكَ أَنَّهُ جَعَلَ الأَصْلَ فِي كُلِّ رَاوٍ لَمْ يَقِفْ فِي رِوَايَتِهِ عَلَى مَا يُطْعَنُ فِيهِ لأَجْلِهِ اللَّحَاقَ بِالثِّقَاتِ ، وَإِنْ كَانَ لاَ يَدْرِي مَنْ يَكُونُ ذَلِكَ الرَّاوِي، أَمَّا ابْنُ حَزْمٍ فَقَدْ جَهَّلَهُ كَمَا فِي " المِيزَانِ " لِلذَّهَبِيِّ (1/210) ، وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّقْرِيبِ " : " مَقْبُولٌ " .
أَمَّا سَلَمَةُ بْنُ سَلاَمَةَ ؛ فَهُوَ : ابْنُ وَقْشٍ الأَشْهَلِيُّ ، الأَنْصَارِيُّ ، المَدَنِيُّ ، البَدْرِيُّ ، وَمُجَمِّعُ ابْنُ جَارِيَةَ هُوَ : ابْنُ عَامِرٍ ، الأَنْصَارِيُّ ، وَقِيلَ : هُوَ مُجَمِّعُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَةَ ، يُنْسَبُ تَارَةً إِلَى أَبِيهِ ، وَتَارَةً إِلَى جَدِّهِ ، فَاللَّهُ أَعْلَمُ ، وَهُمَا صَحَابِيَّانِ .
وَشَاهِـدٍ ثَالِثٍ مُعْضَلٍ وَقَفْتُ عَلَيْهِ _ أَيْضاً _ مِنْ رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ : أَخْرَجَـهُ البَيْهَقِيُّ فِي " دَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ " (4/214 _ 215) مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ المُنْذِرِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ قَامَ يَوْمَ خَيْبَرَ فَوَعَظَ النَّاسَ ، فَلَمَّافَرَغَ مِنْ مَوْعِظَتِهِ ؛ دَعَا عَلِيَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ أَرْمَدٌ ، فَبَصَقَ فِي عَيْنَيْهِ ، وَدَعَا لَهُ بِالشِّفَاءِ ، ثُمَّ أَعْطَاهُ الرَّايَةَ ، وَاتَّبَعَهُ المُسْلِمُونَ ، وَاتَّبَعَتْهُمْ دَعْوَةُ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، وَوَطَّنُوا أَنْفُسَهُمْ عَلَى الصَّبْرِ ، فَلَمَّا أَنْ دَنَا المُسْلِمُونَ مِنْ بَابِ الحِصْنِ ؛ خَرَجَتْ إِلَيْهِ اليَهُودُ بِعَادِيَتِهَا ، فَقَتَلَ صَاحِبَ عَادِيَةِ اليَهُودِ ، فَانْقَطَعُوا ، وَقَتَلَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ أَخُو بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ مَرْحَباًً اليَهُودِيَّ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ مُرْسَلٌ _ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُعْضَلاً _ ؛ فَمُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ هُوَ : ابْنُ سُلَيْمَانَ الأَسْلَمِيُّ ، وَيُقَالُ : الخُزَاعِيُّ ، وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالدَّارَقُطْنِيُّ ، وَقَالَ ابْنُ مَعِينٍ : " لَيْسَ بِثِقَةٍ " ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : " مَا بِهِ بَأْسٌ ، لَيْسَ بِذَاكَ القَوِيِّ " .
وَأَيْضاً ؛ هَذَا الشَّاهِدُ يُعَدُّ مِنْ مَرَاسِيلِ الزُّهْرِيِّ ، وَهِيَ مِنْ أَوْهَى المَرَاسِيلِ ، وَالزُّهْرِيُّ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ ، وَمَرَاسِيلُ هَذِهِ الطَّبَقَةِ أَلْصَقُ بِالمُعْضَلِ مِنْهَا بِالمُرْسَلِ ؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّ أَكْثَرِ حَدِيثِهِمْ حَمَلُوهُ عَنِ التَّابِعِينَ ، فَإِذَا أَرْسَلَ أَحَدُهُمْ فَالمَظِنَّةُ الغَالِبَةُ أَنْ يَكُونَ أَسْقَطَ مِنَ الإِسْنَادِ رَجُلَيْنِ فَأَكْثَرَ .
وَرِوَايَةُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ _ هَذِهِ _ مُخَالِفَةٌ لِرِوَايَةِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ الوَارِدَةِ فِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " (رقم : 1807) ، وَغَيْرِهِ ؛ وَالتِّي جَاءَ فِيهَا أَنَّ قَاتِلَ مَرْحَبٍ هُوَ عَلَيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ ، حَيْثُ قَالَ _ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ _ : فَلَمَّا قَدِمْنَـا خَيْبَرَ ؛ قَالَ : خَرَجَ مَلِكُهُمْ مَرْحَبٌ يَخْطِرُ بِسَيْفِهِ وَيَقُولُ :
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّى مَرْحَبُ شَاكِى السِّلاَحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ
قَالَ : وَبَرَزَ لَهُ عَمِّي عَامِرٌ ؛ فَقَالَ :
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّى عَامِرُ شَاكِى السِّلاَحِ بَطَلٌ مُغَامِرُ
قَالَ : فَاخْتَلَفَا ضَرْبَتَيْنِ ، فَوَقَعَ سَيْفُ مَرْحَبٍ فِي تُرْسِ عَامِرٍ ، وَذَهَبَ عَامِرٌ يَسْفُلُ لَهُ ، فَرَجَعَ سَيْفُهُ عَلَى نَفْسِهِ ، فَقَطَعَ أَكْحَلَهُ ، فَكَانَتْ فِيهَا نَفْسُهُ ، قَالَ سَلَمَةُ : فَخَرَجْتُ فَإِذَا نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ يَقُولُونَ : بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ ؛ قَتَلَ نَفْسَهُ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ وَأَنَا أَبْكِي ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ بَطَلَ عَمَلُ عَامِرٍ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " مَنْ قَالَ ذَلِكَ ؟ " ، قَالَ : قُلْتُ : نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِكَ ، قَالَ : " كَذَبَ مَنْ قَالَ ذَلِكَ ، بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ " ، ثُمَّ أَرْسَلَنِي إِلَى عَلِيٍّ وَهُوَ أَرْمَدُ ، فَقَالَ : " لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلاً يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، أَوْ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ " ، قَالَ : فَأَتَيْتُ عَلِيّاً ، فَجِئْتُ بِهِ أَقُودُهُ وَهُوَ أَرْمَدُ حَتَّى أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، فَبَسَقَ فِي عَيْنَيْهِ ، فَبَرَأَ ، وَأَعْطَاهُ الرَّايَةَ ، وَخَرَجَ مَرْحَبٌ ؛ فَقَالَ :
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّى مَرْحَبُ شَاكِى السِّلاَحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
إِذَا الْحُرُوبُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ
فَقَالَ عَلِيٌّ :
أَنَا الَّذِي سَمَّتْنِي أُمِّي حَيْدَرَهْ كَلَيْثِ غَابَاتٍ كَرِيهِ الْمَنْظَرَهْ
أُوفِيهِمُ بِالصَّاعِ كَيْلَ السَّنْدَرَهْ
قَالَ : فَضَرَبَ رَأْسَ مَرْحَبٍ فَقَتَلَهُ ، ثُمَّ كَانَ الْفَتْحُ عَلَى يَدَيْهِ .
أَقُولُ : وَلِحَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ شَوَاهِدُ عَنْ عَدَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ لاَ تَخْلُو مِنْ كَلاَمٍ :
الشَّاهِدُ الأَوَّلُ : مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ نَفْسِهِ _ ؛ أَخْرَجَـهُ : ابْنُ أَبِي شَيْبَـةَ فِي " المُصَنَّفِ " (7/396 _ رقم :36894) ، وَالبَزَّارُ فِي " المُسْنَدِ " (3/22 _ رقم : 770) مِنْ طَرِيقِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ : أَتَيْنَا إِلَى خَيْبَرَ ، فَلَمَّا أَتَاهَا _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ؛ بَعَثَ عُمَرَ وَمَعَهُ النَّاسُ ، فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ هَزَمُوا عُمَرَ وَأَصْحَابَهُ ، فقال : " لأَبْعَثَنَّ رَجُـلاً يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، يُقَاتِلُهُمْ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ لَهُ " ، قَالَ : فَتَطَاوَلَ النَّاسُ لَهَا وَمَـدُّوا أَعْنَاقَهُمْ ، قَالَ : فَمَكَثَ رَسُـولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ سَاعَـةً ، فَقَالَ : " أَيْنَ عَلِـيٌّ ؟ " ، قَالُوا : هُوَ أَرْمَدُ ، قَالَ : " ادْعُوهُ لِي " ، فَلَمَّا أَتَيْتُهُ ، فَتْحَ عَيْنِي ثُمَّ تَفَلَ فِيهَا ، ثُمَّ أَعْطَانِي اللِّوَاءَ فَانْطَلَقْتُ حَتَّى أَتَيْتُهُمْ ، فَإِذَا فِيهِمْ مَرْحَبٌ يَرْتَجِزُ ، حَتَّى الْتَقَيْنَا ، فَقَتَلَهُ اللَّهُ ، وَانْهَزَمَ أَصْحَابُهُ وَتَحَصَّنُوا فَأَغْلَقُوا الْبَابَ ، فَأَتَيْنَا الْبَابَ ، فَلَمْ أَزَلْ أُعَالِجُهُ حَتَّى فَتَحَهُ اللَّهُ .
أَقُولُ : وَهَذَا سَنَدٌ ضَعِيفٌ ؛ فَأَبُو مَرْيَمَ _ الرَّاوِي عَنْ عَلِيٍّ _ اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّ اسْمَهُ : قَيْسٌ الثَّقَفِيُّ المَدَائِنِيُّ _ عَلَى التَّحْقِيقِ _ ، لَمْ يَرْوِ عَنْهَ غَيْرُ نُعَيْمِ بْنِ حَكِيمٍ وَأَخِيهِ عَبْدِ المَلِكِ ، وَهُوَ مَجْهُولٌ كَمَا قَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّقْرِيبِ " ، وَنُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ هُوَ : المَدَائِنِيُّ ، وَثَّقَـهُ ابْنُ مَعِينٍ وَغَيْرُهُ ، وَقَالَ النَّسَائِيُّ : " لَيْسَ بِالقَوِيِّ " ، وَقَالَ ابْنُ سَعْدٍ : " لَمْ يَكُنْ بِذَاكَ " ، وَقَالَ الأَزْدِيُّ : " أَحَادِيثُـهُ مَنَاكِيرُ " ، وَنَقَلَ السَّاجِيُّ عَنِ ابْنِ مَعِينٍ تَضْعِيفَهُ ، لِذَا ؛ قَالَ عَنْهُ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّقْرِيبِ " : " صَدُوقٌ ، لَهُ أَوْهَامٌ " ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى هُوَ : ابْنُ أَبِي المُخْتَارِ ، أَبُو مُحَمَّدٍ الكُوفِيُّ ، وَهُوَ وَإِنْ كَانَ ثِقَةً إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يُفْرِطُ فِي التَّشَيُّعِ ، حَتَّى أَنَّ البَعْضَ رَدَّ حَدِيثَهُ لأَجْلِ ذَلِكَ مِنْهُمُ الإِمَامُ أَحْمَدُ _ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى _ .
وَقَدْ تُوبِعَ قَيْسٌ أَبُو مَرْيَمَ عَلَيْهِ ، تَابَعَهُ : أَبُو ظَبْيَانَ حُصَيْنُ بْنُ جُنْدُبٍ الجَنْبِيُّ ، أَخْرَجَ مُتَابَعَتَهُ : أَحْمَدُ فِي " المُسْنَدِ " (2/227 _ رقم : 888) _ وَاللَّفْظُ لَهُ _ ، وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فِي " تَارِيخِهِ " (3/14 _ رِوَايَةُ الدُّورِيِّ) _ وَمِنْ طَرِيقِهِمَا : المَحَامِلِيُّ فِي " أَمَالِيهِ " (رقم : 149) ، وَمِنْ طَرِيقِ ابْنِ مَعِينٍ : الطَّحَاوِيُّ فِي " بَيَانِ مُشْكِلِ الآثَارِ " (7/134 _ رقم :401) _ ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ البَغْدَادِيُّ فِي " جُزْءِ الأَلْفِ دِينَارٍ " (رقم : 265) ، وَابْنُ الأَعْرَابِيِّ فِي " مُعْجَمِهِ " (رقم :1955 _ بِتَرْقِيمِ المَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ) ، وَابْنُ عَدِيٍّ فِي " الكَامِلِ " (6/49) _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : البَيْهَقِيُّ فِي " السُّنَنِ الكُبْرَى " (9/132 _ رقم : 18129) _ ، وَالعُقَيْلِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ " (1/250) ، مِنْ طَرِيقِ حُسَيْنِ بْنِ الحَسَنِ الأَشْقَرِ ، حَدَّثَنِي ابْنُ قَابُوسِ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ الجَنْبِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَـدِّهِ ، عَنْ عَلِيٍّ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ قَالَ : لَمَّا قَتَلْتُ مَرْحَباً جِئْتُ بِرَأْسِهِ إِلَى النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ .
قَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : " وَهَذَا لاَ أَعْلَمُهُ يَرْوِيهِ عَنْ قَابُوسٍ إِلاَّ ابْنُهُ ، وَعَنِ ابْنِهِ حُسَيْنٌ الأَشْقَرُ " .
جَاءَ عِنْدَ الطَّحَاوِيِّ وَالبَيْهَقِيِّ : ( أَبِي قَابُوسٍ ) ، وَهُوَ تَحْرِيفٌ .
وَجَاءَ عِنْـدَ العُقَيْلِيِّ : ( عَنْ قَابُوسٍ ) بَدَلاً مِنَ : ( ابْنِ قَابُوسٍ ) ، وَزَادَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ حُسَيْنٍ الأَشْقَـرِ رَاوِياً وَهُوَ : ( قَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ ) ، وَهَكَذَا جَاءَ فِي " تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ " لابْنِ حَجَرٍ (2/291) نَقْلاً عَنْهُ ، فَلَعَلَّ هَذَا الاضْطِرَابَ فِي إِسْنَادِهِ مِنْ قِبَلِ حُسَيْنٍ الأَشْقَرِ فَهُوَ يَهِمُ فِي الحَدِيثِ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ .
أَقُولُ : هَذَا مَتْنٌ مُنْكَرٌ ، وَالإِسْنَادُ ضَعِيفٌ ؛ فَالحُسَيْنُ بْنُ الحَسَنِ الأَشْقَرُ هُـوَ : الفَزَارِيُّ ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الكُوفِيُّ ، قَالَ فِيهِ البُخَارِيُّ : " فِيـهِ نَظَرٌ " ، وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ : " عِنْدَهُ مَنَاكِيرُ " ، وَقَالَ أَبُو زُرْعَةَ : " مُنْكَرُ الحَدِيثِ " ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : " لَيْسَ بِالقَوِيِّ " ، وَقَالَ الجَوْزَجَانِيُّ : " غَالٍ مِنَ الشَّتَّامِينَ لِلْخِيَرَةِ " ، وَقَالَ ابْنُ عَدِيٍّ : " وَلَيْسَ كُلُّ مَا يُرْوَى عَنْهُ مِنَ الحَدِيثِ فِيهِ الإِنْكَارُ يَكُونُ مِنْ قِبَلِهِ ، وَرُبَّمَا كَانَ مِنْ قِبَلِ مَنْ يَرْوِي عَنْهُ ؛ لأَنَّ جَمَاعَةً مِنْ ضُعَفَاءِ الكُوفِيِّينَ يُحِيلُونَ بِالرِّوَايَاتِ عَلَى حُسَيْنٍ الأَشْقَرِ ، عَلَى أَنَّ حُسَيْناً _ هَذَا _ فِي حَدِيثِهِ بَعْضُ مَا فِيهِ " ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّقْرِيبِ " : " صَدُوقٌ ، يَهِمُ ، وَيَغْلُو فِي التَّشَيُّعِ " ، وَقَالَ العُقَيْلِيُّ فِي " الضُّعَفَاءِ " بَعْدَ إِيرَادِهِ لِهَذَا الحَدِيثِ فِي تَرْجَمَتِهِ : " لاَ يُتَابَعُ عَلَيْهِ ، وَلاَ يُعْرَفُ إِلاَّ بِهِ " ، أَمَّا ابْنُ حِبَّانَ فَذَكَرَهُ فِي " الثِّقَاتِ " ، وَابْنُ قَابُوسٍ لاَ يُدْرَى مَنْ هُوَ ، وَأَبُوهُ قَابُوسُ بْنُ أَبِي ظَبْيَانَ الجَنْبِيُّ لَيْسَ بِالقَوِيِّ ، وَقَالَ عَنْهُ ابْنُ حِبَّانَ : " كَانَ رَدِيءَ الحِفْظِ ، يَتَفَرَّدُ عَنْ أَبِيهِ بِمَا لاَ أَصْلَ لَهُ ، رُبَّمَا رَفَعَ المَرَاسِيلَ ، وَأَسْنَدَ المَوْقُوفَ " .
فَحَاصِلُ الأَمْرِ ؛ أَنَّ هَذِهِ المُتَابَعَةَ لاَ يُفْرَحُ بِهَا ، بَلْ هِيَ تَزِيدُ مَا قَبْلَهَا ضَعْفـاً ، وَاللَّهُ _ تَعَالَى _ أَعْلَمُ .
الشَّاهِدُ الثَّانِي : مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ بْنِ الحُصَيْبِ الأَسْلَمِـيِّ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ ؛ أَخْرَجَـهُ : أَحْمَدُ فِي " المُسْنَدِ " (5/358 _ رقم :23081) وَاللَّفْظُ لَهُ _ وَمِنْ طَرِيقِهِ : ابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (42/94) _ ، وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي " المُصَنَّفِ " (7/393 _ رقم : 36879) ، وَالنَّسَائِيُّ فِي " السُّنَنِ الكُبْرَى " (5/109 _ رقم :8403) و (5/178 _ رقم :8600) ، وَالطَّبَـرِيُّ فِي " تَارِيخِهِ " (2/136) ، وَالبَزَّارُ فِي " المُسْنَدِ " (رقم :4443) ، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي " السُّنَّةِ " (2/608 _ رقم : 1379) ، وَالحَاكِمُ فِي " المُسْتَدْرَكِ " (3/494 _ رقم :5844) ، وَابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِهِ " (42/93 و 94) مِنْ طَرِيقِ عَوْفٍ ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيـهِ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ قَالَ : لَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ بِحِصْنِ أَهْلِ خَيْبَرَ ؛ أَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ اللِّوَاءَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ ، وَنَهَضَ مَعَهُ مَنْ نَهَضَ مِنْ الْمُسْلِمِينَ ، فَلَقُوا أَهْلَ خَيْبَرَ ، فَقَالَ رَسُـولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " لأُعْطِيَنَّ اللِّوَاءَ _ غَداً _ رَجُلاً يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ " ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ ؛ دَعَا عَلِيًّا وَهُوَ أَرْمَدُ ، فَتَفَلَ فِي عَيْنَيْهِ ، وَأَعْطَاهُ اللِّوَاءَ ، وَنَهَضَ النَّاسُ مَعَهُ ، فَلَقِيَ أَهْلَ خَيْبَرَ ، وَإِذَا مَرْحَبٌ يَرْتَجِزُ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَهُوَ يَقُولُ :
لَقَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلاَحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
أَطْعَنُ أَحْيَاناً وَحِينـاً أَضْرِبُ إِذَا اللُّيُـوثُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبُ
قَالَ : فَاخْتَلَفَ هُوَ وَعَلِيٌّ ضَرْبَتَيْنِ ، فَضَرَبَهُ عَلَى هَامَتِهِ حَتَّى عَضَّ السَّيْفُ مِنْهَا بِأَضْرَاسِهِ ، وَسَمِعَ أَهْلُ الْعَسْكَرِ صَوْتَ ضَرْبَتِهِ ، قَالَ : وَمَا تَتَامَّ آخِرُ النَّاسِ مَعَ عَلِيٍّ حَتَّى فُتِحَ لَهُ وَلَهُمْ .
قَالَ البَزَّارُ : " وَهَذَا الحَدِيثُ لاَ نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ إِلاَّ مِنْ هَذَا الوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ " .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ لِضَعْفِ مَيْمُونٍ ، وَهُوَ : أَبُو عَبْدِ اللَّهِ البَصْرِيُّ الكِنْدِيُّ ، لَكِنَّهُ تُوبِعَ عَلَيْهِ خِلاَفاً لِمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ البَزَّارُ ، فَقَدْ تَابَعَهُ كُلٌّ مِنْ : أَبِي عَلِيٍّ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ المَرْوَزِيِّ ، وَعَطَاءِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيِّ ، وَالمُسَيَّبِ بْنِ مُسْلِمٍ .
أَمَّا مُتَابَعَةُ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِـدٍ ؛ فَأَخْرَجَهَا : البَيْهَقِيُّ فِي " السُّنَنِ الكُبْرَى " (9/132 _ رقم :18128) ، وَابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (41/463 _ 464) مِنْ طَرِيقِهِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، بِهِ نَحْوَهُ .
أَقُولُ : الحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ ، صَدُوقٌ ، لَكِنَّهُ يَهِمُ ، وَقَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : " مَا أَنْكَرَ حَدِيثَ حُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ وَأَبِي المُنِيبِ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ ! " ، وَمِثْلُهُ يَصْلُحُ فِي المُتَابَعَاتِ .
وَأَمَّا مُتَابَعَةُ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ الخُرَاسَانِيِّ _ وَهُوَ صَدُوقٌ يَهِمُ كَثِيراً _ ؛ فَأَخْرَجَهَا : الطَّبَرَانِيُّ فِي " مُسْنَدِ الشَّامِيِّينَ " (3/347 _ رقم :2444) ، وَابْنُ أَبِي عَاصِمٍ فِي " السُّنَّةِ " (2/608 _ رقم :1380) مِنْ طَرِيقِ آدَمَ بْنِ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ الرَّمْلِيُّ ، عَنْ عَطَاءٍ الخُرَاسَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، بِهِ نَحْوَهُ .
وَأَمَّا مُتَابَعَةُ المُسَيَّبِ بْنِ مُسْلِمٍ _ لَمْ أَقِفْ لَهُ عَلَى تَرْجَمَةٍ _ ؛ فَأَخْرَجَهَـا : الطَّبَرِيُّ فِي " تَارِيخِهِ " (2/137) ، وَالبَيْهَقِيُّ فِي " السُّنَنِ الكُبْرَى " (9/132 _ رقم :18127) مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ بْنِ بُكَيْرٍ ، عَنِ المُسَيَّبِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، بِهِ نَحْوَهُ .
الشَّاهِدُ الثَّالِثُ : مِنْ حَدِيثِ سَعْـدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ ؛ أَخْرَجَـهُ : ابْنُ عَسَاكِـرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (42/118) مِنْ طَرِيقِ أَبِي عِمْرَانَ مُوسَى بْنِ العَبَّاسِ ، حَدَّثَنَـا ابْنُ أَبِي الحُنَيْنِ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ [ تَحَرَّفَ فِي الأَصْلِ إِلَى : نُفَيْلٍ ] ، عَنْ مُسْلِمٍ المُلاَئِيِّ ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؛ قَالَ : قُلْتُ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَاصٍ : مَا خَلَّفَكَ عَنْ عَلِيٍّ ، أَشَيْءٌ رَأَيْتُهُ ، أَوْ شَيْءٌ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُـولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ؟ ، قَالَ : لاَ ؛ بَلْ رَأَيْتُهُ ، أَمَا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ لَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ثَلاَثاً ، لَوْ تَكُونُ وَاحِدَةٌ لِي مِنْهَا أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ ، وَمِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا : لَمَّا كَانَ غَزْوَةُ تَبُوكٍ خَلَّفَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ عَلِياً فِي أَهْلِهِ ، قَالَ : فَوَجَدَ عَلِيٌّ فِي نَفْسِهِ ؛ فَقَالَ لَهُ : " أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُـونَ مِنِّي مَنْزِلَةَ هَارُونَ مِنْ مُوسَى ، إِلاَّ أَنَّهُ لَيْسَ بَعْـدِي نُبُوَّةٌ " ، وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ يَوْمَ خَيْبَرَ : " لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ _ غَداً _ رَجُلاً يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، لَيْسَ بِفَرَّارٍ ، لاَ يَرْجِعُ حَتَّى يُفْتَحَ عَلَيْهِ " ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ؛ صَلَّى الفَجْرَ ، ثُمَّ نَظَرَ فِي وُجُوهِ القَوْمِ ، فَرَأَى عَلِيّاً مُنَكِّساً فِي نَاحِيَةِ القَوْمِ يَشْتَكِي عَيْنَيْهِ ، قَالَ : فَدَعَاهُ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ إِنِّي أَرْمَدُ ، قَالَ : فَأَخَذَ يَمْسَحُ عَيْنَيْهِ وَدَعَا لَهُ ، قَالََ عَلِيٌّ : فَوَالَّذِي بَعَثَهُ بِالحَقِّ مَا اشْتَكَيْتُهَا بَعْـدُ ، قَالَ : ثُمَّ أَعْطَاهُ الرَّايَةَ ، قَالَ : فَمَضَى بِهَا ، قَالَ : وَأَبْلَغَهُ النَّاسُ مِنْ خَلْفِهِ ، قَالَ : فَمَا تَكَامَلَ النَّاسُ مِنْ خَلْفِهِ حَتَّى لَقِيَ مَرْحَباً فَاتَّقَاهُ بِالرُّمْحِ فَقَتَلَهُ ، ... ، الحَدِيثَ بِطُولِهِ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ جِدّاً ؛ أَحْمَدُ بْنُ المُفَضَّلِ هُوَ : الحَفَرِيُّ ، أَبُو عَلِيٍّ الكُوفِيُّ ، قَالَ فِيهِ أَبُو حَاتِمٍ : " كَانَ صَدُوقاً ، وَكَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ الشِّيعَةِ " ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّانَ فِي " الثِّقَاتِ " ، إِلاَّ أَنَّ الأَزْدِيَّ قَالَ فِيهِ : " مُنْكَرُ الحَدِيثِ " ، وَقَالَ ابْنُ حَجَرٍ فِي " التَّقْرِيبِ " : " صَدُوقٌ شِيعِيٌّ ، فِي حِفْظِهِ شَيْءٌ " ، وَأَنَا أَرَى أَنَّ النَّكَارَةِ فِي إِسْنَادِهِ مِمَّنْ هُمْ دُونَهُ ، فَهُوَ فِي هَذَا الإِسْنَادِ يَرْوِي عَنْ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، وَهُوَ مَتْرُوكُ الحَدِيثِ ، وَكَانَ يَغْلُو فِي التَّشَيُّعِ ، وَشَيْخُهُ مُسْلِمٌ المُلاَئِيُّ هُـوَ : مُسْلِمُ بْنُ كَيْسَانَ ، أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ، الكُوفِيُّ ، الأَعْوَرُ ، وَهُوَ ضَعِيفٌ _ أَيْضاً _ ، وَقَدِ اخْتَلَطَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ ، فَكَانَ لاَ يَدْرِي مَا يُحَدِّثُ بِهِ .
الشَّاهِدُ الرَّابِعُ : مِنْ حَدِيثِ أَبِي لَيْلَى الأَنْصَارِيِّ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ ؛ أَخْرَجَهُ : ابْنُ عَسَاكِرَ فِي " تَارِيخِ دِمَشْقَ " (42/105) مِنْ طَرِيقِ أَبِي نَصْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدُويَه بْنِ سَهْلٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي لَيْلَى ، عَنِ المِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ؛ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ فِي غَزَاةٍ ، فَدَعَا عَلِيّاً ، ثُمَّ قَالَ : " لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ اليَوْمَ رَجُلاً يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، لَيْسَ بِفَرَّارٍ " ، فَتَطَاوَلَ النَّاسُ لَهَا وَرَفَعُوا رُؤُوسَهُمْ _ وَقَالَ مَرَّةً : فَتَشَرَّفَ _ ، فَجَاءَ عَلِيٌّ فَدَفَعَ إِلَيْهِ الرَّايَةَ ، فَتَوَجَّهَ ، فَقَتَلَ مَرْحَباً [ كَذَا فِي النُّسْخَةِ المَطْبُوعَةِ ، وَجَاءَ فِي النُّسَخِ المَخْطُوطَةِ : فَقُتِلَ مَرْحَبٌ ، عَلَى البِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ ] ، وَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ .
أَقُولُ : هَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ ؛ فَابْنُ أَبِي لَيْلَى هُوَ : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، الأَنْصَارِيُّ ، الكُوفِيُّ ، أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، الفَقِيهُ ، قَاضِي الكُوفَةَ ، وَهُوَ صَدُوقٌ فِي نَفْسِهِ ، إِلاَّ أَنَّهُ سَيِّءُ الحِفْظِ ، مُضْطَرِبُ الحَدِيثِ ، سَاءَ حِفْظُهُ عِنْدَمَا وَلِيَ القَضَاءَ ، وَهَذَا الحَدِيثُ مِثَالٌ عَلَى سُوءِ حِفْظِهِ ، فَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى لَمْ يُدْرِكِ النَّبِيَّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، فَقَدْ وُلِدَ لِسِتٍّ بَقِينَ مِنْ خِلاَفَةِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ ، وَالصَّوَابُ أَنَّهُ يَرْوَي هَذَا الحَدِيثَ عَنْ أَبِيهِ أَبِي لَيْلَى الأَنْصَارِيِّ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ .
لِذَا ؛ قَالَ الحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ _ عَقِبَ الحَدِيثِ _ : " كَذَا قَالَ ، وَالمَحْفُوظُ أَنَّ أَبَا لَيْلَى رَوَاهُ عَنْ عَلِيٍّ " ، ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ؛ قَالَ : حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ، عَنِ المِنْهَالِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ؛ قَالَ : كَانَ أَبِي يَسْمُرُ مَعَ عَلِيٍّ ، وَكَانَ عَلِيٌّ يَلْبَسُ ثِيَابَ الصَّيْفِ فِي الشِّتَاءِ ، وَثِيَابَ الشِّتَاءِ فِي الصَّيْفِ ، فَقِيلَ لَهُ : لَوْ سَأَلْتَهُ ، فَقَالَ : إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ بَعَثَ إِلَيَّ وَأَنَا أَرْمَدُ العَيْنَ يَوْمَ خَيْبَرَ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ إِنِّي أَرْمَدُ العَيْنِ ، فَتَفَلَ فِي عَيْنِي ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الحَرَّ وَالبَرْدَ " ، فَمَا وَجَدْتُ حَرّاً وَلاَ بَرْداً مُنْذُ يَوْمِئِذٍ ، وَقَالَ : " لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُـلاً يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، لَيْسَ بِفَرَّارٍ " ، فَتَشَرَّفَ لَهَا أَصْحَابُ النَّبِيِّ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ ، فَأَعْطَانِيهَا .
وَأَخْرَجَهُ _ أَيْضاً _ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هَاشِمٍ ، عَنْ وَكِيعٍ ، بِهِ نَحْوَهُ ، وَلَمْ يَذْكُرَ قَتْلَ مَرْحَبٍ .
وَوَقَفْتُ عَلَى شَاهِدٍ خَامِسٍ مُرْسَلٍ _ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُعْضَلاً _ : أَخْرَجَهُ سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ؛ قَالَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيـلُ ابْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ؛ قَالَ : بَارَزَ عَلِيٌّ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ رَجُلاً مِنَ اليَهُودِ يُقَالُ لَهُ : مَرْحَبٌ ، فَقَتَلَهُ ، وَأَخَذَ سَلَبَهُ .
أَقُولُ : وَهَذَا إِسْنَادٌ ضَعِيفٌ مُعْضَلٌ ؛ فَإِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ هُوَ : العَنْسِيُّ ، أَبُو عُتْبَةَ الحِمْصِيُّ ، حَدِيثُهُ مُسْتَقِيمٌ إِذَا حَدَّثَ عَنْ أَهْلِ بَلَدِهِ ، أَمَّا إِذَا حَدَّثَ عَنِ الحِجَازِيِّينَ وَالعِرَاقِيِّينَ فَفِيهِ ضَعْفٌ وَنَكَارَةٌ ، وَشَيْخُهُ هُنَا _ وَهُوَ : إِسَمَاعِيلُ بْنُ رَافِعِ بْنِ عُوَيْمِرٍ _ مَدَنِيٌّ ، وَهُوَ _ عِلاَوَةً عَلَى ذَلِكَ _ ضَعِيفٌ ، مُنْكَرُ الحَدِيثِ .
وَهَذَا الشَّاهِدُ يُعَدُّ مِنْ مَرَاسِيلِ الزُّهْرِيِّ ، وَذَكَرْنَا سَابِقاً أَنَّهَا وَاهِيَةٌ ، بَلْ هِيَ مِنْ أَوْهَى المَرَاسِيلِ ، وَالزُّهْرِيُّ مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ ، وَغَالِبُ المُحَقَّقِينَ يَعُدُّونَ مَرَاسِيلَهُ وَمَرَاسِيلَ مَنْ هُمْ مِنْ طَبَقَتِهِ مُعْضَلاَتٍ وَمُنْقَطِعَاتٍ ، فَإِنَّ غَالِبَ رِوَايَاتِ هَؤُلاَءِ عَنْ تَابِعِيٍّ كَبِيرٍ ، عَنْ صَحَابِيٍّ ، فَالظَّنُّ بِمُرْسِلِهِ أَنَّهُ أَسْقَطَ مِنْ إِسْنَادِهِ اثْنَيْنِ .
وَوَقَفْتُ عَلَى شَاهِـدٍ سَادِسٍ مُعْضَلٍ _ أَيْضاً _ : أَخْرَجَـهُ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الوَاقِدِيُّ فِي " مَغَازِيهِ " (ص :634 _ 653) ؛ قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ، وَمُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيُّ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَابْنُ أَبِي سَبْرَةَ ، وَابْنُ أَبِي حَبِيبَةَ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَهْلٍ ، وَعَائِذُ بْنُ يَحْيَى ، وَعَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ اللَّيْثِيُّ ، وَأَبُو مَعْشَرٍ ، وَمُعَاذُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ ، وَيُونُسُ وَيَعْقُوبُ ابْنَا مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيَّانِ ، وَيَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ ، وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي زَيْدِ بْنِ الْمُعَلَّى الزُّرَقِيُّ ، وَرَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ ، وَعَبْدُ الْمَلِكِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ ابْنَا مُحَمَّدِ ابْنِ أَبِي بَكْرٍ ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِـدٍ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ ، فَكُلٌّ قَـدْ حَدَّثَنِي مِنْ حَدِيثِ خَيْبَرَ بِطَائِفَةٍ ، وَبَعْضُهُمْ أَوْعَى لَهُ مِنْ بَعْضٍ ، وَغَيْرُ هَؤُلاءِ الْمُسَمَّيْنَ قَدْ حَدَّثَنِي مِنْ حَدِيثِ خَيْبَرَ ، فَكَتَبْتُ مَا حَدَّثُونِي _ ثُمَّ سَرَدَ الوَاقِدِيُّ أَحَدَاثَ غَزْوَةِ خَيْبَرَ ، ثُمَّ قَالَ _ : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ : " لأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجُلاً يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، يَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ ، لَيْسَ بِفَرَّارٍ ، أَبْشِرْ يَا مُحَمَّدُ بْنَ مَسْلَمَةَ ؛ غَداً _ إِنْ شَاءَ اللَّهُ _ يُقْتَلُ قَاتِلُ أَخِيكَ ، وَتُوَلِّي عَادِيَةُ الْيَهُودِ " ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ، أَرْسَلَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ _ عَلَيْهِ السَّلاَمُ _ وَهُوَ أَرْمَدُ ؛ فَقَالَ : مَا أُبْصِرُ سَهْلاً وَلاَ جَبَلاً ، قَالَ : فَذَهَبَ إلَيْهِ ؛ فَقَالَ : " افْتَحْ عَيْنَيْكَ " ، فَفَتْحَهُمَا فَتَفَلَ فِيهِمَا ، قَالَ عَلِيٌّ _ عَلَيْهِ السَّلاَمُ _ فَمَا رَمِدَتْ حَتَّى السَّاعَـةَ ، ثُمَّ دَفَعَ إلَيْهِ اللِّوَاءَ ، وَدَعَا لَهُ وَمَنْ مَعَـهُ مِنْ أَصْحَابِـهِ بِالنَّصْرِ ، فَكَانَ أَوَّلَ مَنْ خَرَجَ إلَيْهِمُ الحَـارِثُ أَخُو مَرْحَبٍ فِي عَادِيَتِهِ ، فَانْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ ، وَثَبَتَ عَلِيٌّ _ عَلَيْهِ السَّلاَمُ _ ، فَاضْطَرَبَا ضَرَبَاتٍ ، فَقَتَلَهُ عَلِيٌّ _ عَلَيْهِ السَّلاَمُ _ ، وَرَجَعَ أَصْحَابُ الحَارِثِ إِلَى الْحِصْنِ فَدَخَلُوهُ ، وَأَغْلَقُوا عَلَيْهِمْ ، فَرَجَعَ المُسْلِمُونَ إِلَى مَوْضِعِهِمْ ، وَخَرَجَ مَرْحَبٌ وَهُوَ يَقُولُ :
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنِّي مَرْحَبُ شَاكِي السِّلاَحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ
أَضْرِبُ أَحْيَاناً وَحِيناً أُضْرَبُ
فَحَمَلَ عَلِيٌّ _ عَلَيْهِ السَّلاَمُ _ فَقَطَّرَهُ عَلَى الْبَابِ ، وَفَتَحَ البَابَ ، وَكَانَ لِلْحِصْنِ بَابَانِ .

أَقُولُ : وَهَذَا سَنَدٌ ضَعِيفٌ جِدّاً ؛ لأَجْلِ الوَاقِدِيِّ وَهُوَ مَتْرُوكٌ _ كَمَا ذَكَرْنَا سَابِقاً _ ، وَالإِسْنَادُ فِيهِ إِعْضَالٌ _ أَيْضاً _ ، وَفِي بَعْضِ مَنْ ذَكَرَهُمْ جَهَالَةٌ وَضَعْفٌ .
وَأَخْرَجَهُ _ أَيْضاً _ البَيْهَقِيُّ فِي " دَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ " (4/216) _ مُخْتَصَراً _ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ الوَاقِدِيِّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مَحْمُودِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ [ وَهُوَ الوَارِدُ فِي إِسْنَادِ الوَاقِدِيِّ السَّابِقِ ] ، عَنْ أَبِيهِ ؛ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ حَمَلَ مَرْحَباً ، فَقَطَّرَهُ عَلِيٌّ بِالبَابِ ، وَفَتَحَ عَلِيٌّ البَابَ الآخَرَ ، وَكَانَ لِلْحِصْنِ بَابَانِ .
وَهَذَا الإِسْنَادُ _ كَسَابِقِهِ _ ضَعِيفٌ جِـدّاً ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ ذَكَـرَهُ البُخَـارِيُّ فِي " التَّارِيخِ الكَبِـيرِ " (1/278) وَلَمْ يَذْكُرْ فِيهِ جَرْحـاً وَلاَ تَعْدِيـلاً ، وَذَكَرَهُ ابْنُ حِبَّـانَ فِي " الثِّقَـاتِ " (6/7) ، وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : " صَالِحٌ " .
وَمَعْنَى ( فَقَطَّرَهُ ) : يُقَالُ : طَعَنَهُ فَقَطَّرَهُ ؛ أَيْ : أَلْقَاهُ عَلَى أَحَـدِ قُطْرَيْهِ _ وَهُمَا جَانِبَاهُ _ وَصَرَعَهُ ، قَالَ اللَّيْثُ : " إِذَا صَرَعْتَ الرُّجُلَ صَرْعَةً شَدِيدَةً قُلْتَ : قَطَّرْتُهُ " .

نَخْلُصُ مِمَّا سَبَقَ ؛ أَنَّ رِوَايَةَ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ­_ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ وَالَّتِي تُثْبِتُ قَتْلَ مَرْحَبٍ اليَهُودِيِّ عَلَى يَدَيْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ _ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ _ هِيَ أَصَحُّ الرِّوَايَـاتِ الوَارِدَةِ فِي ذَلِكَ ؛ وَهِيَ _ مَعَ ذَلِكَ _ مُخَرَّجَةٌ فِي الصَّحِيحِ ، وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ عِنْدَ التَّعَارُضِ يُقَدَّمُ مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَلَى مَا فِي غَيْرِهِمَا ، وَهَذَا مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ ، وَابْنُ الأَثِيرِ ، وَالنَّوَوِيُّ ، وَالحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ _ رَحِمَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى _ .
فَقَدْ قَالَ الإِمَامُ النَّوَوِيُّ فِي " شَرْحِ مُسْلِمٍ " (12/186) : " هَذَا هُوَ الأَصَحُّ ، أَنَّ عَلِيّاً هُـوَ قَاتِلُ مَرْحَبٍ ، وَقِيلَ : إِنَّ قَاتِلَ مَرْحَبٍ هُوَ : مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ فِي كِتَابِهِ ( الدُّرَرِ فِي مُخْتَصَرِ السِّيَرِ ) : قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ : إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ هُوَ قَاتِلُهُ . قَالَ : وَقَالَ غَيْرُهُ : إِنَّمَا كَانَ قَاتِلُهُ عَلِيّاً ، قَالَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ : هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ عِنْدَنَا ، ثُمَّ رَوَى ذَلِكَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَلَمَةَ وَبُرَيْدَةَ ، قَالَ ابْنُ الأَثِيرِ : الصَّحِيحُ الَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ أَهْلِ الْحَدِيثِ وَأَهْلِ السِّيَرِ أَنَّ عَلِيّاً هُوَ قَاتِلُهُ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ " .
وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَـرٍ فِي " التَّلْخِيصِ الحَبِيرِ " (3/104) : " وَجَزَمَ ابْنُ إِسْحَـاقَ فِي ( السِّيرَةِ ) بِأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ هُوَ الَّذِي قَتَلَهُ ، وَالصَّحِيحُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ هُوَ الَّذِي قَتَلَهُ كَمَا ثَبَتَ فِي ( صَحِيحِ مُسْلِمٍ ) مِنْ حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ، وَفِي ( مُسْنَدِ أَحْمَدَ ) عَنْ عَلِيٍّ : لَمَّا قَتَلْتُ مَرْحَباً ؛ أَتَيْتُ بِرَأْسِهِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ " .
أَقُولُ : ذَكَرْتُ _ سَابِقاً _ ضَعْفَ حَدِيثِ عَلِيٍّ الَّذِي فِي " مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحْمَدَ " .
وَقَالَ الحَافِظُ ابْنُ حَجَرٍ فِي " فَتْحِ البَارِي " (7/478) : " وَخَالَفَ ذَلِكَ أَهْلُ السِّيَرِ ، فَجَزَمَ ابْنُ إِسْحَاقَ ، وَمُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، وَالوَاقِدِيُّ بِأَنَّ الَّذِي قَتَلَ مَرْحَباً هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، وَكَذَا رَوَى أَحْمَدُ _ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ _ عَنْ جَابِرٍ ، وَقِيلَ : إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ كَانَ بَارَزَهُ ، فَقَطَعَ رِجْلَيْهِ ، فَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَلِيٌّ ، وَقَيِلَ : إِنَّ الَّذِي قَتَلَهُ هُوَ الحَارِثُ أَخُو مَرْحَبٍ ، فَاشْتَبَهَ عَلَى بَعْضِ الرُّوَاةِ ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ ؛ وَإِلاَّ فَمَا فِي الصَّحِيحِ مُقَدَّمٌ عَلَى مَا سِوَاهُ ، وَلاَ سِيَّمَا وَقَدْ جَاءَ مِنْ حَدِيثِ بُرَيْدَةَ أَيْضاً " .
أَقُولُ : أَمَّا قَـوْلُ الحَافِظِ ابْنِ حَجَرٍ : ( وَقِيلَ : إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ كَانَ بَارَزَهُ ، ... الخ ) ؛ فَقَائِلُ ذَلِكَ هُوَ الوَاقِـدِيُّ فِي " مَغَازِيهِ " (ص : 656) _ وَمِنْ طَرِيقِـهِ : البَيْهَقِيُّ فِي " دَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ " (4/216) ، و " السُّنَنِ الكُبْرَى " (6/309) ، و " مَعْرِفَةِ السُّنَنِ وَالآثَارِ " (رقم : 4113 _ بِتَرْقِيمِ المَكْتَبَةِ الشَّامِلَةِ) _ ؛ حَيْثُ قَالَ : وَيُقَالُ : لَمَّا اتَّقَى مُحَمَّدٌ بِالدَّرَقَةِ ، وَشَمَّرَتِ الدِّرْعُ عَنْ سَاقَيْ مَرْحَبٍ حِينَ رَفَعَ يَدَيْهِ بِالسَّيْفِ ، فَطَأْطَأَ مُحَمّدٌ بِالسَّيْفِ فَقَطَعَ رِجْلَيْهِ ، وَوَقَعَ مَرْحَبٌ ، فَقَالَ مَرْحَبٌ : أَجْهِزْ يَا مُحَمَّدُ ، قَالَ مُحَمَّدٌ : ذُقِ المَوْتَ كَمَا ذَاقَهُ أَخِي مَحْمُودٌ ، وَجَاوَزَهُ ، وَمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ فَضَرَبَ عُنُقَهُ ، وَأَخَذَ سَلَبَهُ فَاخْتَصَمَا إلَى رَسُولِ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ فِي سَلَبِهِ ، فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ؛ وَاللَّهِ مَا قَطَعْتُ رِجْلَيْهِ ثُمَّ تَرَكْتُهُ إِلاَّ لِيَذُوقَ مُرَّ السِّلاَحِ وَشِدَّةَ المَوْتِ كَمَا ذَاقَ أَخِي ، مَكَثَ ثَلاَثاً يَمُوتُ وَمَا مَنَعَنِي مِنَ الإِجْهَازِ عَلَيْهِ شَيْءٌ ، قَدْ كُنْتُ قَادِراً بَعْدَ أَنْ قَطَعْتُ رِجْلَيْهِ أَنْ أُجْهِزَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ عَلِيٌّ _ عَلَيْهِ السَّلاَمُ _ : صَدَقَ ، ضَرَبْتُ عُنُقَهُ بَعْدَ أَنْ قَطَعَ رِجْلَيْهِ ، فَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ _ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ _ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ سَيْفَهُ ، وَدِرْعَهُ ، وَمِغْفَرَهُ ، وَبَيْضَتَهُ ، فَكَانَ عِنْدَ آلِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ سَيْفُهُ فِيهِ كِتَابٌ لاَ يُدْرَى مَا هُوَ ، حَتَّى قَرَأَهُ يَهُودِيٌّ مِنْ يَهُودِ تَيْمَاءَ ؛ فَإِذَا فِيهِ :
هَذَا سَيْفُ مَرْحَبْ مَنْ يَذُقْهُ يَعْطَبْ .
أَقُولُ : الوَاقِدِيُّ مَتْرُوكُ الحَدِيثِ _ كَمَا تَقَدَّمَ _ ، وَقَدْ نَقَلَ ذَلِكَ بِصِيغَةِ التَّمْرِيضِ .

كَتَبَهُ
أَبُو عُمَرَ نَادِرُ بْنُ وَهْبِي بْنِ مُصْطَفَى النَّاطُورُ القَنِّيرِيُّ
الزَّرْقَاءُ _ الأُرْدُنُّ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ohod.forumarabia.com
 
تَخْرِيجُ الرِّوَايَاتِ الوَارِدَةِ فِي قَتْلِ مَرْحَبِ بْنِ الحَارِثِ اليَهُودِيِّ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى احد الاسلامي :: علوم الحديث :: الاحاديث الضعيفة والموضوعة-
انتقل الى: